في اليوم الدولي لمكافحة الفساد.. كيف يلعب الشباب دوراً في بناء مجتمعات نزيهة؟

في اليوم الدولي لمكافحة الفساد.. كيف يلعب الشباب دوراً في بناء مجتمعات نزيهة؟
اليوم الدولي لمكافحة الفساد

يحتفل العالم في التاسع من ديسمبر كل عام باليوم الدولي لمكافحة الفساد، وهو اليوم الذي خصصته الأمم المتحدة للتوعية بمخاطر الفساد وأثره المدمر على التنمية المستدامة.

اختير هذا اليوم بناءً على اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة في 31 أكتوبر 2003 اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، التي تمثل أول اتفاقية دولية شاملة لمكافحة الفساد، وجاء اختيار هذا التاريخ ليتزامن مع ذكرى تبني تلك الاتفاقية التي وضعت أسسًا للتعاون بين الدول لمكافحة هذه الظاهرة العالمية.

ويركز اليوم الدولي لمكافحة الفساد على العديد من الأهداف الجوهرية التي تهدف إلى تسليط الضوء على آثار الفساد وآلية مكافحته، وتتصدر أولى هذه الأهداف زيادة وعي الأفراد والمجتمعات حول مخاطر الفساد وتأثيره السلبي على التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

ويتم التأكيد على أهمية تسليط الضوء على الجهود الدولية والمحلية في مكافحة الفساد، من خلال إظهار دور الحكومات والمنظمات الدولية والمجتمع المدني في مواجهة هذه الظاهرة.

ويهدف اليوم إلى تعزيز التعاون بين الدول لتبادل الخبرات والمعلومات في مجال مكافحة الفساد وتطبيق اتفاقية الأمم المتحدة الخاصة بذلك، كما يسعى اليوم الدولي إلى تحفيز الأفراد والمؤسسات على الإبلاغ عن حالات الفساد وتعزيز الشفافية والمساءلة.

شعار اليوم العالمي لمكافحة الفساد 2024

ويبرز شعار اليوم العالمي لمكافحة الفساد لعام 2024 تحت عنوان "الاتحاد مع الشباب ضد الفساد: تشكيل نزاهة الغد"، والذي يشدد على الدور الحاسم الذي يلعبه الشباب في بناء مجتمعات خالية من الفساد.

يسلط الشعار الضوء على أهمية هذه الفئة من المجتمع كقادة محتملين في مكافحة الفساد وتعزيز النزاهة، ويعكس الشعار الجهود المبذولة لبناء جيل جديد يتبنى الشفافية والمساءلة كقيم أساسية، ويحث الشباب على اتخاذ دور فاعل في محاربة هذه الظاهرة التي تؤثر في حياتهم ومستقبلهم.

مكافحة الفساد وتحقيق التنمية

وتعد مكافحة الفساد أمرًا أساسيًا لتحقيق التنمية المستدامة على مستوى العالم، حيث يشكل الفساد أحد أكبر العوائق أمام تقدم العديد من الدول، حيث يساهم في تبديد الموارد ويعرقل التقدم الاقتصادي.

وأظهرت الدراسات أن الفساد يفاقم من حدة الفقر ويزيد من تدهور المؤسسات العامة والخدمات الحكومية، لذلك، يعد القضاء على الفساد من أولويات الحكومات والمنظمات الدولية التي تسعى إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

ويقوض الفساد مبدأ العدالة الاجتماعية، حيث يساهم في خلق بيئة من التفاوت الاجتماعي ويسهم في استبعاد الفئات الضعيفة من المشاركة في الحياة العامة.

دور الشباب في مكافحة الفساد

وأدرك العالم في السنوات الأخيرة أن الشباب يشكلون جزءًا أساسيًا من الجهود المبذولة لمكافحة الفساد، فقد أظهرت الدراسات أن الفساد يؤثر بشكل خاص على الشباب، حيث يحد من فرصهم في الحصول على التعليم والعمل والمشاركة في الحياة السياسية.

ويملك الشباب القدرة على أن يكونوا جزءًا من الحل، من خلال تبني قيم النزاهة والمشاركة في فعاليات توعية ضد الفساد، ويعد التعليم على قيم الشفافية والمساءلة من الخطوات الأساسية التي تساهم في تعزيز قدرة الشباب على مكافحة الفساد، كذلك، فإن الشباب الذين يستخدمون التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي وبلوك تشين، يمكنهم الابتكار في خلق أدوات تسهم في تعزيز الشفافية وتقوية المساءلة.

مشاركة المؤسسات والحكومات

وتساهم المؤسسات الحكومية والمنظمات الدولية بدور بارز في مكافحة الفساد، فقد أطلقت الحكومات في العديد من الدول حملات وطنية تهدف إلى زيادة الوعي حول خطورة الفساد وأثره في مختلف جوانب الحياة، في الوقت ذاته، وضعت التشريعات والسياسات التي تسعى إلى تعزيز الشفافية ومحاسبة المسؤولين عن الفساد.

واستثمرت المنظمات الدولية في تطوير برامج تدريبية تهدف إلى رفع مستوى الوعي لدى العاملين في القطاعين العام والخاص حول أهمية النزاهة والشفافية، وكانت هذه المبادرات جزءًا من سلسلة من الجهود التي تهدف إلى بناء بيئة خالية من الفساد، وتعزيز الثقة في المؤسسات الحكومية.

التوعية والمشاركة المجتمعية

ويجب أن تلعب المجتمعات المحلية دورًا حيويًا في مكافحة الفساد، ويعد تنظيم ورش العمل والندوات الخاصة بمكافحة الفساد من أبرز الوسائل التي يمكن من خلالها رفع الوعي بين الأفراد.

ويمثل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر المعلومات حول الفساد وأثره أداة قوية في هذا المجال، علاوة على ذلك، يمكن تنظيم مسابقات فنية لتمكين الشباب من التعبير عن أفكارهم حول كيفية محاربة الفساد من خلال الرسم أو الكتابة.

نحو مجتمع أكثر نزاهة

مكافحة الفساد ليست مهمة سهلة، لكنها أساسية لبناء مجتمع أكثر عدلاً ونزاهة، ومن خلال تضافر جهود الحكومات، والمؤسسات، والشباب، يمكن للمجتمعات تحقيق أهدافها في تعزيز الشفافية والمساءلة.

وفي ضوء اليوم الدولي لمكافحة الفساد، يجب على جميع الأفراد في العالم أن يتحملوا مسؤولياتهم ويشاركوا في محاربة الفساد لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية